أوردت كتب السير والتاريخ أمرًا هو أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن طعنه أبو لؤلؤة المجوسي في صلاة الفجر، دخل عليه بعض القوم, فقيل له: يا أمير المؤمنين لو استخلفت! قال: من أستخلف؟ لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيًّا استخلفته, فإن سألني ربي, قلت سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول "إنه أمين هذه الأمة"، ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيًّا استخلفته, فإن سألني ربي, قلت ...سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول "إن سالمًا شديد الحب لله!"، فقال له رجل: أدلك عليه (أي على من تستخلف)؟ عبد الله بن عمر بن الخطاب!، فقال: (أي عمر) قاتلك الله! والله ما أردت الله بهذا، ويحك! لا أرب لنا في أموركم.. ما حمدتها فأرغب فيها لأحد من أهل بيتي، وإن كان خيرًا فقد أصبنا منه, وإن كان شرًّا فحسب آل عمر أن يحاسب منهم رجل واحد, ويسأل عن أمر أمة محمد.. لقد جهدت نفسي وحرمت أهلي, وإن نجوت كفافًا لا وزر ولا أجر إني لسعيد.
فلنحلل ما كان من عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
1- مع أنه مطعون بالخنجر فإن ذلك لم يشغله عن قول الحق.
2- عندما ورد بخاطره اختيار أي شخص لم ينظر لكونه قرشيًّا أو قريبًا أو من المهاجرين أو الأنصار, أو غنيًا أو غير ذلك, وإنما كان جل تفكيره الإجابة على السؤال الذي طرحه على نفسه وهو (فإن سألني ربي؟)، وإنه لشعور بمسئولية الاختيار.
3- عندما عرض عليه ولده عبد الله رضي الله عنه وفي مثله قال الإمام الذهبي: لو بويع لأجمعت عليه الناس لسلوكه وعلمه, ولكن عمر غضب ممن عرض عليه ذلك.
لا وجه للمقارنه بينه وبين واقعنا